سورة فصلت - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


قوله عز وجل: {إن الذين قالوا ربنا اللّهُ} قال ابن عباس: وحّدوا الله تعالى.
{ثم استقاموا} فيه خمسة أوجه:
أحدها: ثم استقاموا على أن الله ربهم وحده، وهو قول أبي بكر رضي الله عنه ومجاهد.
الثاني: استقاموا على طاعته وأداء فرائضه، قاله ابن عباس والحسن وقتادة.
الثالث: على إخلاص الدين والعلم إلى الموت، قاله أبو العالية والسدي.
الرابع: ثم استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم.
الخامس: ثم استقاموا سراً كما استقاموا جهراً.
ويحتمل سادساً: أن الاستقامة أن يجمع بين فعل الطاعات واجتناب المعاصي لأن التكليف يشتمل على أمر بطاعة تبعث على الرغبة ونهي عن معصية يدعو إلى الرهبة.
{تتنزل عليهم الملائكة} فيه قولان:
أحدهما: تتنزل عليهم عند الموت، قاله مجاهد وزيد بن أسلم.
الثاني: عند خروجهم من قبورهم للبعث، قاله ثابت ومقاتل.
{ألا تخافوا ولا تحزنوا} فيه تأويلان:
أحدهما: لا تخافوا أمامكم ولا تحزنوا على ما خلفكم، قاله عكرمة.
الثاني: لا تخافوا ولا تحزنوا على أولادكم. وهذا قول مجاهد.
{وأبشروا بالجنة} الآية. قيل إن بشرى المؤمن في ثلاثة مواطن: أحدها عند الموت، ثم في القبر، ثم بعد البعث.
قوله عز وجل: {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فيه وجهان:
أحدهما: نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا وأولياؤكم في الآخرة، قاله السدي.
الثاني: نحفظكم في الحياة الدنيا ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة.
ويحتمل ثالثاً: نحن أولياؤكم في الدنيا بالهداية وفي الآخرة بالكرامة.
{ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم} فيه وجهان:
أحدهما: أنه الخلود لأنهم كانوا يشتهون البقاء في الدنيا، قاله ابن زيد.
الثاني: ما يشتهونه من النعيم، قاله أبو أمامة.
{ولكم فيها ما تدَّعون} فيه وجهان:
أحدهما: ما تمنون، قاله مقاتل.
الثاني: ما تدعي أنه لك فهو لك بحكم ربك، قاله ابن عيسى.
{نزلاً} فيه أربعة أوجه:
أحدها: يعني ثواباً.
الثاني: يعني منزلة.
الثالث: يعني منّاً، قاله الحسن.
الرابع: عطاء، مأخوذ من نزل الضيف ووظائف الجند {من غفور رحيم}


قوله عز وجل: {ومَن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله} الآية. فيه قولان:
أحدهما: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن والسدي.
الثاني: أنهم المؤمنون دعوا إلى الله، قاله قيس بن أبي حازم ومجاهد.
{وعمل صالحاً} فيه قولان:
أحدهما: أنه أداء الفرائض، قاله الكلبي.
الثاني: أنهم المصلون ركعتين بين الأذان والإقامة، قالته عائشة رضي الله عنها.
وروى هشام بن عروة عن عائشة قالت: كان بلال إذا قام يؤذن قالت اليهود قام غراب- لا قام- فنادى بالصلاة، وإذا ركعوا في الصلاة قالوا قد جثوا- لا جثوا- فنزلت هذه الآية في بلال والمصلين.
قوله عز وجل: {ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ} فيه ستة تأويلات:
أحدها: أن الحسنة المداراة، والسيئة الغلظة، حكاه ابن عيسى.
الثاني: الحسنة الصبر والسيئة النفور.
الثالث: الحسنة الإيمان، والسيئة الشرك، قاله ابن عباس.
الرابع: الحسنة العفو والسيئة الانتصار، حكاه ابن عمير.
الخامس: الحسنة الحلم والسيئة الفحش، قاله الضحاك.
السادس: الحسنة حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيئة بغضهم، قاله علي كرم الله وجهه.
{ادفع بالتي هي أحسنُ} فيه وجهان:
أحدهما: ادفع بحلمك جهل من يجهل، قاله ابن عباس.
الثاني: ادفع بالسلامة إساءة المسيء، قاله عطاء.
ويحتمل ثالثاً: ادفع بالتغافل إساءة المذنب، والذنب من الأدنى، والإساءة من الأعلى.
{فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميمٌ} قاله عكرمة: الولي الصديق، والحميم القريب.
وقيل هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره بالصبر عليه والصفح عنه.
قوله عز وجل: {وما يلقاها إلا الذين صبروا} فيه وجهان:
أحدهما: ما يلقى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على الحلم.
الثاني: ما يلقى الجنة إلا الذين صبروا على الطاعة.
{وما يلقاها إلا ذو حَظٍ عظيمٍ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ذو جد عظيم، قاله السدي.
الثاني: ذو نصيب وافر من الخير، قاله ابن عباس.
الثالث: أن الحظ العظيم الجنة. قال الحسن: والله ما عظم حظ قط دون الجنة.
ويحتمل رابعاً: أنه ذو الخلق الحسن.
قوله عز وجل: {وإما ينزغنك مِن الشيطان نزغ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أنه النزغ الغضب، قاله ابن زيد.
الثاني: أنه الوسوسة وحديث النفس، قاله السدي.
الثالث: أنه النجس، قاله ابن عيسى.
الرابع: أنه الفتنة، قاله ابن زياد.
الخامس: أنه الهمزات، قاله ابن عباس.
{فاستعذ بالله} أي اعتصم بالله.
{إنه هو السميع} لاستعاذتك {العليم} بأذيتك.


قوله عز وجل: {ومن آياته الليل والنهار} ووجه الآيات فيهما تقديرهما على حد مستقر، وتسييرهما على نظم مستمر، يتغايران لحكمة ويختلفان لمصلحة.
{والشمس والقمر} ووجه الآية فيهما ما خصهما به من نور، وأظهره فيهما من تدبير وتقدير.
{لا تسجُدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن} قال الزجاج: أي خلق هذه الآيات.
وفي موضع السجود من هذه الآية قولان:
أحدهما: عند قوله {إن كنتم إياه تعبدون} قاله ابن مسعود والحسن.
الثاني: عند قوله {وهم لا يسأمون} قاله ابن عباس وقتادة.
قوله عز وجل: {ومِن آياته أنك ترىلأرض خاشعةً} فيه وجهان:
أحدهما: غبراء دراسة، قاله قتادة.
الثاني: ميتة يابسة، قاله السدي.
ويحتمل ثالثاً: ذليلة بالجدب لأنها مهجورة، وهي إذا أخصبت عزيزة لأنها معمورة.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} فيه وجهان:
أحدهما: اهتزت بالحركة للنبات، وربت بالارتفاع قبل أن تنبت، قاله مجاهد.
الثاني: اهتزت بالنبات وربت بكثرة ريعها، قاله الكلبي. فيكون على قول مجاهد تقديم وتأخير تقديره: ربت واهتزت.
{إن الذي أحياها لمحيي الموتى} الآية، جعل ذلك دليلاً لمنكري البعث على إحياء الخلق بعد الموت استدلالاً بالشاهد على الغائب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5